بسم الله الرحمن الرحيم (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم
تعد محاصيل الفاكهة من المحاصيل التي تلعب دورا هاما في تنمية الصادرات المصرية , وللنهوض بإنتاج محاصيل الفاكهة فلابد من العناية بالبستان وخدمته للحصول على إنتاج عالي ويتميز بجودة عالية ومن أهم عمليات الخدمة للبستان عملية التقليم.
أولا المقصود بالتقليم وأنواعه وميعاد إجراءه :-
التقليم هو من العمليات الزراعية الهامة جدا وهو عبارة عن إزالة بعض الأجزاء من الأشجار لغرض معين تستدعيه هذه العملية وهو ضروري لكل أنواع وأصناف أشجار المحاصيل البستانية
أنواع التقليم :- ينقسم التقليم من حيث الغرض منه إلى :-
1- تقليم بغرض التربية :- ويجرى على الأشجار الصغيرة خلال سنواتها الأولى لتكوين هيكلها الأساسي وإعطائها الشكل المرغوب
2- تقليم إثمار ( تنظيمي ) :- ويكون الغرض منه تنظيم الإثمار وتوزيعه للحصول على إنتاج عالي وذو صفات جودة عالية
3- تقليم علاجي :- ويجرى بغرض إزالة الأجزاء المصابة أو الميتة من الأشجار
وينقسم التقليم من حيث الكمية المزالة إلى :-
1- تقليم خفيف :- ويقتصر على إزالة جزء بسيط من الأفرع الرفيعة لا تزيد عن 25% من النموات
2- تقليم متوسط :- ويقتصر على إزالة جزء من الأفرع متوسطة السمك وتصل كمية الأفرع المزالة إلى حوالي 50% من النموات
3- تقليم شديد ( جائر ) :- وفيه يتم إزالة كمية كبيرة من الأفرع السميكة المكونة للهيكل الأساسي للشجرة وتصل إلى ثلثي النموات
وينقسم من حيث كيفية الإجراء إلى :-
1- تقليم تقصير :- وفيه يتم تقصير الأفرع لإزالة أجزائها الطرفية مع بقاء اتصال الأفرع بالساق الرئيسية مع مراعاة أن تكون البراعم والدوابر الزهرية محمولة جانبيا
2- تقليم خف :- وهو عبارة عن إزالة الأفرع المتوسطة السمك وذلك في الأفرع طرفية الحمل
وتنقسم من حيث العضو المزال إلى :-
1- تقليم أفرع وفيه يتم تحديد حجم الشجرة وكمية الأعضاء الحاملة للأزهار والثمار وتوزيعها بشكل منتظم على المجموع الخضري للشجرة
2- تقليم جذور :- وفيه يتم تقليل أحجام الجذور وتحجيم انتشارها
مواعيد التقليم :-
1- صيفي :- ويجرى في فصل النمو صيفا
2- شتوي :- ويجرى أثناء الشتاء على الأشجار متساقطة الأوراق
ثانيا علاقة التقليم بطبيعة حمل البراعم الزهرية في أشجار العنب والحلويات والتفاح :-
العنب :- الحمل فيه يكون جانبيا على أفرع عمر سنة وتختلف عملية التقليم في العنب باختلاف الأصناف وذلك حسب موقع العيون
1- عيون قاعدية خصبة :- وفيها يكون التقليم دابري قصير وتترك مسافة 6-8 عين مثل صنف طومسون سيدليس ( البناتي ) الذي يعقد عقد بكري تنشيطي
2- أصناف ذات عيون خصبة وسطية :- وفيها يكون التقليم قصبي طويل وتترك مسافة 8-15 عين مثل :- بيرليت – الإيرلي سويت – الإيرلي سوبر يور
الأصناف الملونة تقلم تقليما دابريا أو قصير مثل :- كنج روبي – ريد جلوب – الرومي الأحمر
ميعاد التقليم في العنب :- يكون التقليم في الأصناف المبكرة النضج من منتصف ديسمبر وحتى منتصف يناير
ويكون في الأصناف متوسطة النضج من أول يناير وحتى أواخر يناير
بينما يكون في الأصناف متأخرة النضج من منتصف يناير وحتى منتصف فبراير
أشجار الحلويات :-
1- الخوخ :- وفيه تحمل البراعم الزهرية جانبيا على نموات عمر سنة
هناك نوعان من التقليم تجرى على أشجار الخوخ
• التقليم بغرض التربية :- ويتم في الأشجار الصغيرة بهدف تشكيلها وتربيتها للحصول على هيكل قوي للشجرة
• تقليم من أجل الصيانة وتجديد وحدات الإثمار بها
وهناك العديد من طرق التربية لأشجار الخوخ منها:-
الطريقة الكأسية , طريقة القائد الوسطي , طريقة القائد الوسطي المحور , طريقة القائد الوسطي المزدوج , الطريقة الريشية
تقليم الأشجار المثمرة :- وفيه يتم التخلص من الأفرع التالفة وتختلف طريقة التقليم باختلاف الأصناف وطبيعة نمو الشجرة ويكون التقليم أيضا وسيلة لخف الثمار وذلك بتقليم الأفرع الحاملة للثمار ويتم اللجوء للتقليم الجائر بغرض تجديد نضارة الشجرة وشبابها وخلال الأربع سنوات الأولى من عمر الشجرة يكون التقليم خفيفا وذلك حتى لا يتعرض المحصول لخسارة كبيرة ويكون تقليم الإثمار بإزالة النموات المتشابكة والمزدحمة لغرض السماح بدخول وتغلغل الضوء للمساعدة في تلوين الثمار
ويكون التقليم من أول نوفمبر وحتى نهاية ديسمبر وأما الأصناف مبكرة النضج فتكون في منتصف أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر مثل الفلوريدا برنس – إيرلي جراند
2- المشمش :- وفيه يكون الحمل جانبيا على دوابر
ويكون فيه التقليم نوعان :-
• تقليم تربية :- وهو عبارة عن إزالة جميع الأفرع من على الساق الرئيسية ويفضل تربية أشجار المشمش بطريقة الساق الرئيسي المحور وذلك لأن المشمش يتميز بسرعة النمو وزيادة قطر الأذرع الرئيسية ويتم هذا التقليم على عدة مرات
التقليم الشتوي الأول :- ويتم فيه انتخاب 3-5 أفرع رئيسية جيدة النمو وإزالة باقي النموات
التقليم الشتوي الثاني :- ويتم فيه انتخاب عدد أكبر من الأفرع الرئيسية ويتم بحلول الشتاء الثاني من موعد الزراعة
التقليم الشتوي الثالث والرابع :- ويكون عبارة عن خف وإزالة الأفرع المتشابكة أسفل منطقة التطعيم
• تقليم الأشجار المثمرة :- يكون تقليم الإثمار في المشمش أخف مما هو عليه في الخوخ لاختلاف طبيعة الحمل في كل منهما ويصل عمر الدوابر الثمرية في أشجار المشمش 5-7 سنوات وبذلك تحتاج الأشجار إلى تقليم ثمري متوسط يشمل تقليم وخف الأفرع بعد إنتاج دوابر ثمرية جديدة وينحصر التقليم الثمري لأشجار المشمش على إزالة الأفرع الحديثة في قلب الشجرة والأفرع المتشابكة والمائلة بأعلى الشجرة مع قرط الأفرع الجانبية وعدم ترك كعوب أثناء التقليم ويجب تطهير مناطق التقليم مباشرة لعدم الإصابة بالآفات الحشرية والطفيليات المرضية
3- البرقوق :- تحمل الثمار على دوابر قصيرة على الخشب القديم وتكون عمر سنة فأكثر
ويكون الحمل جانبيا ويصل عمر الدابرة 5-7 سنوات ويكون التقليم أثناء موسم السكون ويجب رش مناطق التقليم بمطهرات لعدم الإصابات الحشرية والفطرية
اللوز :- تحمل البراعم طرفيا والتقليم يكون :-
• تقليم تربية ويفضل اتباع طريقة القائد المحور حيث أن الشجرة عادة ما تصل إلى حجم كبير وذلك لأنها تحمل محصولا غزيرا
• تقليم الإثمار :- وتقلم الشجرة مرة كل سنتين أو ثلاثة ويقتصر التقليم على إزالة الأفرع المتشابكة والمصابة والجافة والأفرع الهوائية
التفاح :- الحمل فيه يكون طرفيا
يهدف تقليم أشجار التفاح خلال سنوات الزراعة الأولى إلى تكوين الهيكل الأساسي للشجرة الذى يتوقف عليه توزيع النمو الخِضري حول الجذع الرئيسي للشجرة وبالتالي تكوين حجم مناسب للشجرة يتوازن مع إنتاجها للمحصول عند دخولها في مرحلة الإثمار ويعرف هذا باسم تقليم التربية
وينقسم التقليم في التفاح بحسب موعد إجراءه إلى :-
• التقليم الشتوي :- ويتم بعد تساقط الأوراق الخريفية بـ 2-3 أسابيع ويفضل التقليم في درجات حرارة منخفضة كي لا يتضرر قلف الأشجار بالصقيع الشتوي
• التقليم الصيفي :- والغرض منه تقليل تزاحم وتشابك الأغصان والفروع وتهوية الشجرة وتشميسها ويؤدي إلى توازن الحمل السنوي وتحسين نوعية وجودة الثمار
علاقة التقليم بكمية وجودة الثمار :-
1- تزداد نسبة العقد الثمري نتيجة لقلة عدد الأزهار الموجودة بالشجرة
2- زيادة كمية المحصول نتيجة لقلة عدد الأزهار في الشجرة المقلمة مما يؤدي إلى زيادة عدد الثمار الجيدة وزيادة حجمها
3- يؤدي التقليم إلى تقليل الإصابات الحشرية عن طريق قطع الأجزاء المصابة وإبعادها عن الشجرة
4- نتيجة التقليم يتم الحصول على ثمار عالية الجودة من حيث الطعم واللون والحجم
5- يساعد التقليم في حصول التوازن بين النمو الخضري والثمري
6- يعمل التقليم الجيد علي تنظيم الإنتاج والتقليل من ظاهرة تبادل الحمل
7- نتيجة للتقليم وتعريض الشجرة للتهوية المناسبة والتشميس المناسب يتم الحصول على ثمار ذات تلوين جيد
يؤثر التقليم بشكل كبير على جودة الثمار ولا بد أن يكون القائم بتلك العملية ذو خبرة عالية حيث يعمل التقليم على إنتاج نمو خصري قوي للأشجار
وأن التقليم يعمل على توزيع الثمار على أجزاء الشجرة المختلفة مما يعمل على تحسين صفات الثمار النوعية والكمية وتنظيم الحمل السنوي للأشجار والتغلب على ظاهرة المعاومة
ويؤدي إلى تربية الأشجار على أشكال مناسبة لطبيعة الإثمار وحفظ الشجرة على ارتفاع مناسب لسهولة جني الثمار
إعداد :- لؤي حسن
إرسال تعليق