مقدمة ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد ...
محصول فول الصويا من المحاصيل الزيتية الهامة ذات الإستعمالات العديدة وتم إكتشافه من قديم الزمان عام 2838قبل الميلاد في الصين ثم إنتقلت وأنتشرت زراعته , ويستعمل فول الصويا في إنتاج الزيوت النباتية التي تستعمل في الطبخ إذ أنها من الممكن إجراء عملية تجزئة عليه لإنتاج نوعي الزيت عالي أو منخفض في رقمه اليودي حيث يستعمل النوع العالي في الرقم اليودي في صناعة الأصباغ ويستعمل النوع الثاني المنخفض في هدرجة الزيوت الجامدة , ويفيد طحين فول الصويا مرضى السكر لإحتوائه على نسبة قليلة من المواد النشوية ويدخل هذا الطحين أيضا في صناعة بعض المعجنات وأقماع المرطبات ويدخل أيضا في صناعة عليق الحيوانات ومن هنا يمكننا التحدث في موضوع فول الصويا مع توضيح أهم مشكلات هذا المحصول وكيفية التغلب عليه
عناصر الموضوع :ـ
1ـ الموطن الأصلي وتاريخ محصول فول الصويا
2ـ الموقف العالمي والمحلي للمحصول
3ـ الإحتياجات المناخية والأرضية للمحصول
4ـ أهم المعاملات الزراعية للمحصول
5ـ أهم المشكلات التي تواجه المحصول
6ـ أهم الحلول المقترحة والتوصيات
(( محصول فول الصويا ))
الإسم العلمي :ـ Glycine max
الإسم الإنجليزي :ـ Soy bean
إسم العائلة :ـ leguminaseae
1ـ الموطن الأصلي وتاريخ محصول فول الصويا :ـ
الموطن الأصلي : هناك بعض الدراسات التصنيفية والوراثية تشير وترجح أن الموطن الأصلي لفول الصويا هو الصين وبالتحديد جنوب شرق الصين في ثلاثينيات القرن الماضي وبدأت الصين في نشر زراعته حول العالم . تاريخ المحصول : عرف الأوربيون بزور فول الصويا لأول مرة في القرن السابع عشر بإسم الغذاء الكامل القادم من شرق العالم وأرسلت البزور من الصين عام 1740م عن طريق المبشرين وزرعت لأول مرة في حديقة باريس النباتية وقد أدخلت إلى برطانيا عام 1790م وزرعت في الحديقة الملكية النباتية وحاول بعض علماء أوروبا توسيع نطاق تلك الزراعة في الفترة ما بين 1875م إلى 1880م ولكنه نجح نجاحا محدودا بسبب الظروف الجوية ودخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920م وخضع لبعض التحسينات الوراثية عام 1940م لملائمة الظروف الجوية بالولايات المتحدة وأدخل إلى الشرق الأوسط لأول مرة في سوريا في نفس الوقت آن ذاك وبدأت زراعته في مصر في أواخر ستينيات القرن الماضي وأستمرت جهود الباحثين للإرتفاع بالإنتاجية لفول الصويا حيث أنه كان في البداية ناتج محصول الفدان الواحد 300كجم إلى أن وصل إنتاج الفدان الوحد 2000كجم حاليا .
2ـ الموقف العالمي والمحلي للمحصول :ـ
يتم إنتاج أكثر من 3.3مليون طن في جميع أنحاء العالم من فول الصويا وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتجي العالم في فول الصويا حيث يبلغ حجم إنتاجها أكثر من مليون طن سنويا وتأتي البرازيل في المرتبة الثانية بحوالي 96ألف طن ثم الهند في المرتبة الثالثة بمقدار 14ألف طن وتحتل الصين وهي الموطن الأصلي لفول الصويا المرتبة الرابعة بمعدل إنتاج 14.1ألف طن ثم تأتي البراجواي في المرتبة الخامسة بمعدل إنتاج 9ألاف طن ثم كندا بمعدل 5ألاف طن ثم أوكرانيا في المرتبة التاسعة بمعدل 4ألاف طن ثم تأتي مصر في المرتبة 45 من منتجي العالم لفول الصويا بمقدار 3.4ألف طن سنويا . بالنسبة للموقف المحلي تبلغ المساحة المنزرعة في مصر 34ألف فدان لإحصائيات 2004 وكان متوسط إنتاجية الفادن 300كجم حتى وصلت إنتاجية الفدان الحالية بعد التعديل وتطوير المربيين والمراكز البحثية إلى 2000كجم
3ـ الإحتياجات المناخية والأرضية للمحصول :ـ
1ـ الحرارة :ـ يحتاج نبات فول الصويا إلى درجة حرارة معتدلة نسبيا تتراوح ما بين 28°:32° ويؤدي الإنخفاض في درجة الحرارة إلى ضعف النمو الخضري وضعف النمو والتزهير حيث أن درجة الحرارة تلعب دورا هاما جدا في موعد التزهير خاصة فوجد أنه عندما تصل درجة الحرارة إلى أقل من 20° وزيادة درجات الحرارة عن 24° في الليل يؤدي إلى التبكير في التزهير والعكس صحيح وعند الإنخفاض في درجة حرارة الليل عن ذلك فتتأثر حيوية البزرة من ذلك أما عند الإرتفاع في درجة الحرارة في مرحلة إمتلاء البزرة ونضجها يؤدي إلى ضعف نمو البادرة وحيوية البزور وقلة المحصول عند زراعة تلك البزرة المعرضة لدرجة الحرارة مرة أخرى
2ـ الضوء :ـ نبات ومحصول فول الصويا يعتبر من نباتات النهار القصير حيث ينمو جيدا في شدة الضوء العادي حيث تصل الأوراق إلى التشبع الضوئي عند أقل شدة إضائة من ضوء الشمس الكامل كما أن شدة الإضاءة الالية المصحوبة مع إرتفاع درجة الحرارة تعمل على زيادة معدل التنفس الضوئي والأيض في فول الصويا وتختلف من حيث الأصناف وتختلف أصناف فول الصويا في إستجابتها لطول النهار حيث لكل صنف طول نهار حرج فمنها المحايد لطول النهار بينما نجد باقي المجاميع تتفق بينها وبين بعضها في تأخير الإزهار بإزدياد فترة طول النهار والعكس صحيح .
3ـ الرطوبة :ـ يعتبر فول الصويا أكثر تحملا للجفاف بالنسبة للذرة الصفراء ولكنه أقل تحملا من السمسم ويحتاج كمية معينة من الرطوبة لا تقل عن 500:750 ملي للنبات الواحد من الهطول المطري لإعطاء كمية عالية من البزور مع العلم محصول فول الصويا يتحمل التربة الجافة قبل الإزهار ولكن يجب توافر كمية كافية من الرطوبة مع بداية تشكل البراعم الزهرية حتى تنتقل إلى عقد القرون وإمتلائها بشكل كامل
4ـ التربة :ـ تنجح زراعة فول الصويا ضمن مدى واسع من أنواع التربة المختلفة ولكنه تعطى أعلى كمية من المحصول عند الزراعة في الأراضي الطميية الخصبة جيدة الصرف وتنجح أيضا في جميع الأراضي التي تصلح لزراعة الذرة الصفراء في درجة حموضة تربة 6.5 : 7 لنمو نباتات الصويا وتطورها وتقلل الحموضة المرتفعة من فاعلية العقدين المضاف لإتمام عملية التلقيح البكتيري في نشاط العقد المستجزرة النامية على الجزور وهذا يؤدي إلى ضعف النمو الكامل للنبات وعنما تبدأ كمية المحصول ونسبة الزيت في الأنخفاض في البزور المنزرعة في الأراضي القلوية حيث يبدأ موعد زراعة الصويا إبتدءا من شهر مارس حتى أواخر مايو ويبدأ النمو الخضري للنباتات في الإزدياد ويقل الإثمار بزيادة كمية النيتروجين المضافة للأرض ويتحمل الملوحة الأرضية أعلى من نظائره البقولية .
4ـ أهم المعاملات الزراعية للمحصول :ـ
تنقسم تلك المعاملات إلى مجموعات أولا : المعاملات التي تتم قبل الزراعة ..
1ـ تجهيز التقاوي :كمية التقاوي الازمة لزراعة الفدان بمعدل 30كجم عند الزراعة على ريشة واحدة وعند الزراعة على ريشتين يحتاج الفدان إلى 40كجم لكل فدان ويجرى على تلك التقاوي قبل الزراعة عملية التلقيح البكتيري بالعقدين الخاص بفول الصويا حيث أنه من المحاصيل البقولية التي يمكن تلقيحها بكتيريا وتقوم العقد البكتيرية التي تتكون على الجزور بتثبيت الأزوت الجوي لتستفيد به النباتات ويعمل على زيادة المحصول البزري بمعدل 20% وتحسين صفات جودة وشكل البزور الناتجة من تلك المحصول
2ـ تجهيز التربة والأرض للزراعة :ـ تجهز الأرض للزراعة من خلال الخدمة الجيدة من الحرث والتزحيف حيث تؤدي تلك الخدمة إلى تسوية سطح التربة لتفادي ركود المياه أثناء وبعد الري وإلى الإنبات الجيد
ثنايا : معاملات ما بعد الزراعة : تتم الزراعة سواء كانت زراعة عفير أو زراعة حراتي وعند الزراعة العفير تروى الأرض مباشرة برية تسمى رية المحاياة ويكون الري على الحامي بعد 10 : 15 يوم من الزراعة لتنشيط العقدين على تكوين العقد الجزرية في طريقة الزراعة الحراتي والعفير
الترجيع : إستخدام تلك العملية يكون نادرا ما نلجأ إليه لأن تتم زراعة البزور بكثافة لتفادي هذه العملية .
التعشيب : تعد الأعشاب الضارة في حقول فول الصويا من المشكلات التي يجب الإهتمام والتنويه إليها خصوصا في المراحل الأولى من حياة النبات لأن فول الصويا في هذه المراحل ينمو ببطئ ويتوقف حجم الضرر الناجم على سرعة خروج البادرات من الأرض وتطورها والإنتقال في المراحل العمرية المختلفة ومدى كفأة تلك البادرات على منافسة الأعشاب الضارة على متطلبات النمو والحياة الأساسية من الماء والعناصر الغذائية الموجودة في التربة والمعدنية والمضافة والضوء والكثافة النباتية
الري : يوصى بإعطاء رية قبل الزراعة حتى تسمح بترطيب التربة على عمق إنتشار الجزور أما خلال موسم الزراعة بإعطاء كميات محدودة على حسب كل نوعية من التربة على فواصل زمنية محددة حسب توصيات كل منطقة وهذا المحصول حساس جدا لزيادة كمية المياه أو بمعنى أدق زيادة غداقة التربة في أي طور من أطوار النمو المختلفة ويمكن أن تظهر أعراض الزبول في الأيام الحارة الجافة حتى وإن كانت المياه متوفرة في التربة بكميات مطلوبة والمحصول حساس أيضا للملوحة ويزرع في بعض المناطق إعتمادا على مياه الأمطار في مناطق إنتاجه الأساسية ويحتاج نبات فول الصويا الواحد ما بين 330: 766ملي متر من المياه خلال موسم النمو ويفطم النبات قبل الحصاد بخمسة عشر يوما وعموما قد يتطلب المحصول من 7 : 12 رية تحت الظروف المحلية وطبيعة التربة المحلية وظروف البيئة السائدة .
التسميد : يضاف السماد الفوسفاتي قبل الزراعة مباشرة لأنه بطيئ الإنتقال داخل النبات ووجود الفسفور في التربة بقدر كافي لإحتياجات النبات تحسن النمو الجزري من حيث التعمق والإنتشار ويؤدي أيضا إلى تركيز البروتين في البزرة للمستوى المرغوب ويضاف السماد الأزوتي كجرعة تكميلية متمثلة في النيتروجين قد لا يتشكل على الجزور العدد الكافي من العقد البكتيرية القادرة على تثبيت الأزوت الجوي لتأمين احتياجاتك النبات خلال مراحل النمو المختلفة من عنصر الأزوت ويعدي ذلك إلى قلة خصوبة التربة وزيادة الأزوت وسوء التهوية وعدم ملائمة السلالة البكتيرية الموجودة في العقدين مما يجب الإنتباه في إضافة كميات النيتروجين المحدودة لكي لا تؤثر على العقد الجزرية من ناحية التثبيت الجوي
النضج والحصاد : يبدأ الحصاد بعد تمام نضج قرون المحصول الأكثر من 95% من القرون الموجودة وتحولها من اللون الأخضر إلى اللون البني وعند الحصاد قبل ذلك أي الحصاد المبكر عن الموعد المحدد تدهور صفات جودة المحصول المطلوبة وعند التأخير أكثر من الازم يؤدي ذلك انتفاخ القرون وفرطها في الأرض ويؤدي ذلك إلى قلة المحصول وبعد الحصاد يتم توجيه المحصول على حسب الغرض منه والغرض الأساسي لدراسة هذا المحصول هو إنتاج الزيت بتجفيف البزرة وإعادة تدوير المخلفات المتبقية من عملية التجفيف في إنتاج أعلاف للحيوان وعلائق الطيور ويمكن إستخدام البذور كاملة في غذاء الإنسان
5ـ أهم المشكلات التي تواجه المحصول :ـ
1ـ صغر حجم المساحة المنزرعة من محاصيل الزيت في مصر حيث لا تتعدى تلك المساحة 2%
2ـ يعتبر فول الصويا العائل الأساسي للأكروسات العنكبوت الأحمر
3ـ الأمراض الفطرية للمجموع الخضري تأتي من الفطريات المحمولة في الهواء أو بقايا الحمصول السابق
4ـ مع إرتفاع الرطوبة الجوية ينتشر مرض البياض الزغبي
5ـ ظهور عفن مائي على البادرات المصابة وظهورها بشكل بادرة مسلوقة
6ـ ظهور عفن بني مائل للإحمرار راجع إلى تقرح غائر على سطح القشرة وهي منطقة إتصال الساق بالجزير عند سطح التربة
7ـ الزبول الصيفي وهذا يظهر بالطقس الحار الجاف وذلك يسمى بالعفن الفحمي
8ـ موت النبات في طور البادرات بسبب أعفان الجزور والسوق السفلى و هذا يؤدي إلى نقص المحصول
6ـ أهم الحلول المقترحة والتوصيات :ـ
1ـ أن تكون الزراعة في النصف الثاني من شهر مايو على خطوط بمعدل من 10 : 12 خط في القصبتين
2ـ الزراعة بالكثافة الموصى بها لتجنب الترقيع
3ـ التلقيح بالعقدين قبل الزراعة مباشرة بالطريقة الموصى بها مع إضافة السماد الفوسفاتي المقرر وجرعة تنشيطية من الأزوت
4ـ عدم الترقيع ببزرة مخالفة للصنف المنزرع أو متخلفة من مواسم سابقة للزراعة
5ـ عم تعطيش المحصول خاصة في فترات التزهير وعقد القرون وإمتلائها وأن يكون الري خفيفا
6ـ كشف الإصابة بالحشرات والأكروس عن طريق الفحص الدوري للحقل وعند ظهور أي إصابة يتم اللجوء إلى المتخصص أو إلى التعاون الزراعي مع مراعاة عدم الخلط بين مظهر الإصابة بالأكروس وعلامات نضج المحصول المميزة
7ـ عدم التبكير في الحصاد لأن ذلك يؤدي إلى وجود نسبة كبيرة من البزور المكرمشة والخضراء ويتم الحصاد في الصباح الباكر حتى يتمكن من الحصول على درجة نظافة عالية .
8ـ إستنباط أصناف جديدة بها نسبة عالية من الزيوت وتتحمل كثير من الظروف المعاكسة
9ـ تحديد سياسة مسبقة في إقامة وإنشاء مصانع إستخلاص الزيت من البزور وتكريره
10ـ إعطاء الإرشادات الكاملة واللازمة لمحصول الزيت من قبل المديريات والجمعيات التعاونية الزراعية
11ـ عدم الإلتزام بالرش الوقائي الدوري فقط ولكن عند ظهور أي إصابة أو أعراض لإصابة ما يتم الرش فورا على حسب نوع الإصابة , تجنب الرش وقت الظهيرة وعدم خلط المبيدات مع الأسمدة الورقية
م المراجع
1 كتاب الجامعة
2 د/ أيمن عودة
دكتور المحاصيل الزيتية وتكنولوجياتها
3 د/ يوسف نمر
دكتور المحاصيل الزيتية والسكرية وتكنولوجياتها
4 كتاب : المحاصيل الحقلية
د/ وصفي زكريا
إرسال تعليق